تحقيق يكشف: إيران تُفعِّل برنامج التغيير الديموغرافي في دمشق

تحقيق يكشف: إيران تُفعِّل برنامج التغيير الديموغرافي في دمشق
ملكية الصورة: الإنترنت
رزق العبي - نداء بوست (تفاصيل برس)

كشفت مصادر عن استعدادات تجريها ميليشيات إيرانية، لتوطين دفعات جديدة من المقاتلين مع عائلاتهم في محيط دمشق، وذلك في سياق مشاريع التوطين والتغيير الديموغرافي التي تطبقها إيران في سورية، وخاصة شرق حلب وفي محيط العاصمة دمشق.

وقال المصدر- الذي فضّل عدم ذكر اسمه: إنّ قيادة الحرس الثوري الإيراني أصدرت مطلع آب/ أغسطس الجاري تعليمات لبدء التحضير لنقل مجموعات جديدة تابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني من المقاتلين وعائلاتهم لتوطينهم في محيط العاصمة دمشق.

دور هرندي

هذه الدفعة من التوطين ستشمل 600 عائلة، حسب المصدر، معظمهم من حَمَلَة الجنسية العراقية، بالإضافة إلى 200 عائلة منهم من عائلات مقاتلي ميليشيا حزب الله اللبناني. وقد أكّد المصدر أنّ "عمليات النقل والتوطين سيشرف عليها مكتب الحرس الثوري الإيراني في دمشق وقيادته في حي السيدة زينب، فيما سيشرف حميد صفار هرندي ممثل المرشد الأعلى بدمشق على تيسير عملية تجنيس العائلات العراقية والإيرانية البالغ عددها 400 عائلة.

ويُعرف هرندي الذي وُلد في العاصمة الإيرانية طهران، عام 1960 بأنه كان ناشطاً في ثورة الخميني من بداياتها، بحسب ما ذكرت وكالة “فارس” الإيرانية، قبل أن يصبح عضواً في المعهد الديني في قم. نهج هرندي الذي سار عليه على امتداد سنوات عمله، يقوم على المسح الثقافي للمجتمعات، فقد أشرف على العديد من المراكز الثقافية ومراكز التشيّع الإيرانية في عدة دول إفريقية. 

مثل إدارته لـ مدرسة الإمام جعفر الصادق في مدغشقر، ولحوزة ”أهل البيت“ في ساحل العاج. قبل أن يتم اختياره كمسؤول لمكتب خامنئي للشؤون الثقافية في سورية. أما رئاسته لجامعة المصطفى، فهي أكثر المراحل التي أبرزت دوره الهامّ في نشر التشيُّع عَبْر العنف والإحلال السكاني، فهذه الجامعة هي التي خرّجت قادة الميليشيات الإيرانية في سورية، مثل رضا توسلي، قائد ”لواء فاطميون” وغيره.

تنسيق مع النظام

موقع "نداء بوست" الذي نُقلت عنه المادة تلقى المعلومات وتوسّع بالبحث فيها، ليتبيّن أنّ التجنيس لن يشمل هذه الدفعة مثل العائلات اللبنانية مباشرة؛ لكن سيتم توطينهم وتيسير عمليات الشراء أو الاستيلاء على المنازل ونقل ملكيتها لهم، وكلّ ذلك يحصل بالتنسيق المباشر بين مكتب ممثل المرشد الأعلى بدمشق ووزير الداخلية في حكومة النظام السوري.

 كما يُشرف مكتب استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وَفْق مصادر بشكل مباشر مع مكتب ممثل المرشد الأعلى بدمشق على إعادة تقييم خريطة انتشار عائلات مقاتلي الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله، ضِمن مشروع الطوق الأمني لدمشق والذي بدأه الحرس الثوري الإيراني مطلع العام 2017. 

وتتحدث التقارير التي يرفعها مكتب استخبارات الحرس الثوري الإيراني إلى القيادة في طهران عن مخاطر مستمرة وتوقُّع لهجمات نوعية من جهات مختلفة.

ومن المتوقع أن يتركّز برنامج التوطين في هذه المرحلة والذي يستمر تنفيذه من منتصف آب/ أغسطس حتى نهاية 2021 على مناطق التمركز الإستراتيجي للحرس الثوري الإيراني في محيط دمشق، وبالتحديد منطقة السيدة زينب ثم على طول الطريق بين مطار دمشق الدولي والحدود الإدارية لمنطقة السيدة زينب.

دمشق لم تَعُدْ تُشبِه نفسها

تشير الصور القادمة من دمشق إلى تغيير واضح لمعالم المدينة "الأموية"، حيث تغلب الرايات السوداء والأعلام الطافية في حارات دمشق، وضواحيها، خصوصاً في المناسبات التي تحمل طابعاً دينياً لدى أبناء المذهب الشيعي.

 وكانت العاصمة السورية قد شهدت موجات من التغيير الديموغرافي تلاحقت منذ استيلاء الأسد الأب على السلطة، ونشأت حولها العديد من الضواحي ”المتجانسة“ طائفياً، بذريعة إسكان عناصر الجيش التابعين لسرايا الدفاع أو القوات الخاصة أو الحرس الجمهوري، ويبرز مثل حي الـ86 الذي قام على الاستيلاء على بساتين فلاحي المزّة كمثال على ذلك. فهو قرية علوية على ضفة بردى. ومثله حي ”عش الورور“ و“تشرين“ و“السومرية“. 

إلا أن هؤلاء الذين تم غضّ النظر عن بنائهم بيوتاً وبنايات ذات طوابق من دون تراخيص، يبقون من المواطنين السوريين، لكن الظاهرة الجديدة التي بدأت إيران بتنفيذها تتصل بمواطنين شيعة غير سوريين يتم إسكانهم في مناطق سنية. ومؤخراً، شهدت أحياء دمشق القديمة، انتشاراً كبيراً للمقاتلين الأجانب من الجنسيات الإيرانية والأفغانية والعراقية واللبنانية، وذلك في إطار إحياء ذكرى "يوم عاشوراء".

 وقال مراسل  دمشق: إن الميليشيات علقت عشرات الصور واللافتات على الجدران وداخل الأزقة والطرقات، بالتزامن مع انتشار عناصر مسلحين يرتدون ملابس سوداء في الأحياء القديمة، مهمتهم إيقاف المارة وتفتيشهم. ومنذ عدة أيام، تشهد المنطقة وصول مئات العائلات الأجنبية الشيعية وبشكل خاص من حملة الجنسية الإيرانية واللبنانية، إلى مناطق جنوب دمشق وإلى منطقة "السيدة زينب". 

 ووصلت العائلات إلى دمشق القديمة عَبْر وفود ومسيرات، ترفع أعلام إيران و"حزب الله" اللبناني، ولافتات كتب عليها عبارات تمجد "الحسين" وأخرى مكتوب عليها "لبيك يا زينب“ ولافتات تكيل الشتم والإساءات للصحابة المبجّلين من أهل السُّنة.