السويداء.. ساحة ساخن لفلتان أمني يباركه نظام الأسد

السويداء.. ساحة ساخن لفلتان أمني يباركه نظام الأسد
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (دمشق)

تعتبر السويداء إلى جانب محافظة درعا أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد اشتعالاً، والتي تشهد خروج مظاهرات مناهضة له بين الفترة والأخرى، ولا تعدُّ سيطرة النظام فيها كاملة.

وبينما تتركز الهتافات ضمن الاحتجاجات على الواقع المعيشي المتردي والفلتان الأمني، والاعتقالات العشوائية، تنسحب في أوقاتٍ إلى المطالبة بإسقاط نظام الأسد، وتشكيل حكومة جديدة.

وعلى إثر التوترات الأمنية المتتالية، في السويداء، تعقد بعض الفصائل المحلية، وفعاليات اجتماعية، ودينية، اجتماعات متكررة، لبحث التطورات الأخيرة على ساحة المحافظة.

وقد أكد وجهاء المدينة رفضهم استبدال العصابات الأمنية، بعصابات حكومية، ونيتهم التصدي بالقوة لأي ممارسات عنفية وغير قانونية، كما شددوا على ضرورة إعادة تفعيل الضابطة العدلية، وحماية القضاء، وتأمين متطلباته، لكي يكون الحكم الشرعي، وكفّ يد الأجهزة الأمنية في الشؤون المدنية، والسماح للقضاء بالعمل دون تدخل، وهو أحد السبل لضبط الشارع، بالإضافة إلى إقالة مدراء المؤسسات الخدمية من مياه وكهرباء ومحروقات ومحاسبتهم قضائياً.

وتعتبر هذه المطالب مرفوضة تماماً من قبل نظام الأسد، الذي يسعى لإطفاء غضب أهالي المدينة عن طريق العنف، والأسلوب الأمني.

وقد سربت وسائل الإعلام تسجيلاً صوتياً قالت إنه لمحافظ السويداء الجديد، يطالب فيه القوات الأمنية التابعة للنظام بقتل المدنيين في الشوارع لإعادة فرض هيبة "الدولة" على حد زعمه.

يشار إلى أن المحافظ الجديد، وهو من عائلة مخلوف وأحد أقرباء بشار الأسد، طلب من رئيس فرع أمن الدولة بأنه يريد مشاهدة جثث المدنيين على الأرض في مدينة السويداء، لفرض هيبة النظام مهما تطلب الأمر من ثمن.

وأكّدت مصادر محلية في السويداء أنّ "التوتر الأمني الذي حدث خلال الأيام الماضية في المحافظة، والذي تمثّل بالهجوم على مؤسسات السويداء" نفّذته عصابات تتبع لفرع المخابرات العسكرية، مشيرةً المصادر إلى أنّ من أطلق القذائف التي انفجرت في سماء المحافظة وأرعبت المدنيين هو راجي فلحوط متزعم إحدى تلك العـصابات.

وكان رئيس النظام بشار الأسد، عيّن نمير حبيب مخلوف محافظا للسويداء بدلاً من همام صادق دبيات، وهو ما اعتبره الكثيرون من أهالي السويداء أنّ تأكيد على رغبة النظام في اللجوء للحلول الأمنية والعسكرية في المحافظة.

واعتبر الناشط "يزن سعيد" وهو من نشطاء المدينة أن "الوضع في السويداء حساس للغاية، حيث أن القوات الروسية بكل عتادها وقوتها لم تستطيع ضبط الوضع الأمني والتعامل مع المعارضة في المدينة"، فقد رفض الأهالي، دخول دورية عسكرية للقوات الروسية إلى المنطقة لتوزيع "معونات ومساعدات إنسانية".

ولا يستبعد مواطنون في السويداء أن تتدخل روسيا مجدداً عبر قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" على غرار ما فعلت في الغوطة الشرقية.

وأكّد عدد من أهالي السويداء أنّ العديد من المجموعات الخارجة عن القانون والتي سلّحتها مخابرات الأسد من أجل الضغط على الأهالي من جهة والوقوف إلى جانبه ضد قوات الكرامة والفصائل الرافضة للنظام من جهة أخرى، تنشط بشكل واضح في المحافظة.

ورغم تبعية تلك المجموعات لأجهزة المخابرات، إلا أن محاولات ضبطها مؤخراً أدت إلى مواجهات بين تلك المجموعات وقوات الأسد.