انسحاب للقوات الروسية من مدينة الميادين... هل سيتكرر مشهد دير الزور؟

انسحاب للقوات الروسية من مدينة الميادين... هل سيتكرر مشهد دير الزور؟
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وكالات)

انسحبت القوات الروسية من أخر نقطة لها في مدينة الميادين السورية والذي كانت مقراً لها لمدة طويلة. القوات الروسيّة بدأت بإخلاء المربع الأمني منذ مطلع الأسبوع الفائت، وانتقلت إلى قواعد جديدة محاذية لمطار دير الزور العسكري، حيث نقلت كامل عتادها العسكري وعناصرها وأكملت انسحابها صباح اليوم.

وتُعتبر المناطق في القسم الشرقي من سوريا تشهد تواجداً إيرانياً كثيفاً، فهي تعتبر مناطق استراتيجيّة وغنيّة بموارد الطاقة، حيث تحاول إيران بسط سيطرتها وتعزيز نفوذها وذلك بهدف فرض إيديلوجيتها الدينة وسرقة موارد الشعب وتوطين الأجانب في مناطق الشعب السوري بهدف ديني. حيث تستند إيران حسب روايتها أنها تمنع تمدد تنظيم داعش الإرهابي وحماية المدن ولكن الوقائع تشير إلى غير ذلك.

في دير الزور، حين كانت "القوات الروسية" رغم انحيازها الواضح للنظام السوري، عملت على فرض نوع من الهدوء النسبي في المدينة، حيث فرضت طوقاً أمنياً عليها، منح لفترة محددة منع ظهور تنظيم داعش من جديد هناك.

وبسبب فقدان النظام السوري على حقول النفط وسيطرة تنظيم داعش على هذه المنشآت تراجع الإنتاج بشكل كبير. وفي عام 2018 تمكّنت “فاغنر” الروسية” من السيطرة على حقول النفط التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها. بعد فترة قصيرة، سلّمت قوات “فاغنر” الحقول للنظام السوري، وسرعان ما فقد السيطرة عليها، قبل أن يتمّ حلّ أزمة المحروقات التي عانى منها الشعب السوري طوال عدة سنوات.

في ذلك الوقت، أدركت روسيا، بأن قوات النظام السوري وميليشياته، غير مدرّبة بشكل صحيح على القتال وحماية المناطق التي تستولي عليها، على عكس عناصر قوات الشركة العسكرية “فاغنر”، المدربة التي تمتلك خبرة عالية في حروب الشوارع والمدن. بالإضافة إلى عتادها وسلاحها المتطور الذي بدوره يؤمن كل المتطلبات لصد أي هجوم محتمل.

وتشهد مناطق سوريّة عدّة، تنافساً واضحاً بين الوجود الروسي والوجود الإيراني، إذ يؤكد الغالبية بأن مصالح إيران في المنطقة تنطلق من مبدأ ديني، لتنفيذ اديلوجيا دينية، الأمر الذي يجعل الروس أكثر حذراً وجديّة في التعامل مع الوجود الإيراني في سوريا. ومحطّ تنافس أيضاً.

وظهر ذلك جلياً في أعقاب ما سُمّي بالمصالحات في الغوطة الشرقية ولاحقاً في درعا، حيث أظهرت روسيا نفسها على أنها الضامن الحقيقي للسوريين في تلك المناطق مقابل إظهار الأطماع الإيرانية التوسعية في المنطقة، وكذلك ما حصل في درعا مؤخراً، وسعي الروس لإيجاد صيغة مناسبة للحل، فيما تعمل إيران على إزكاء نار الخلاف.