الحزب الشيوعي السوداني يطالب بطرد المبعوث الأممي فولكر بيرتس

الحزب الشيوعي السوداني يطالب بطرد المبعوث الأممي فولكر بيرتس
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وكالات)

لم يمض وقت طويل على تعيين الأمم المتحدة ومن خلفها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للمبعوث الجديد الى السودان فولكر بيرتس، حتى بدأت بعض القوى السياسية والتيارات العاملة في السودان تعبر عن رفضها لهذا التعيين ولشخص فولكر بيرتس بشكل خاص.

ويبدو ان هناك حزمة من الأسباب المنطقية لهكذا مطالبات، وفي مقدمتها دور بيرتس السابق في عدد من الدول العربية التي شهدت اضطرابات ووقوفه بشكل او بآخر مع استمرار حالة الفوضى والفلتان، كما انه لم يكن لعمله أي تأثير ايجابي

ومن جهته قال بيرتس وهو رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان يونيتامس، ان بعثته تراقب عملية وقف إطلاق النار وتنفيذ أحكام الشراكة في السلطة وبناء قدرات الشرطة والقضاء وسيادة حكم القانون، وهو أمر لا يعدو كونه مجرد تصريحات براقة.

وقال بيان الحزب الشيوعي السوداني ان “المبعوث فولكر بيرتسالأميركي الذي تقرر تعينه في السودان له باع طويل في تنفيذ الأجندات الغربية الرأسمالية في الدول العربية، كما انه كان دائما يعبر عن موقف رافض لرفع العقوبات عن السودان كونه جزء من المنظومة الدولية التي تفرض هذه العقوبات، وذلك رغم اسقاط الشعب السوداني للرئيس السابق عمر البشير ونظامه الاخواني الرجعي”.

ويرى مراقبون ان هذه النقطة في بيان الحزب الشيوعي واقعية جداً، وان التاريخ يشهد تكرار هذا السيناريو حيث في البداية تفرض الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية الصارمة وتحار البلدان اقتصاديا بحجة أن النظام فيها دكتاتوري وقمعي وانه لا ديمقراطية هناك، ومن ثم وبعد انهيار الأنظمة ومجيء قوى ثورية تدعمها واشنطن، تستمر في فرض العقوبات وتبقي عليها كوسيلة ضغط من اجل ان تضمن تبعية النظام الجديد الذي سوف يتشكل، وهذا تماما ما ورد في بيان الحزب الشيوعي حيث تابع البيان:

“هذا يدل على أن الأمم المتحدة ومن خلفها الولايات المتحدة وحلفائها غير معنية بمساعدة الشعب السوداني ولم تكن مشكلتها بنظام البشير بحد ذاته، بل انها وبسبب أمثال فولكر بيرتستستمر بسياسة العقوبات من اجل اخضاع الدول المستقلة ذات السيادة من أجل السيطرة اقتصاديا عليها”.

ومنذ عدة ايام أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، عن إصابة رئيس البعثة فولكر بيرتس بفيروس كورونا، وقيامه باللقاءات من على بعد، وهذا جاء بعد التصريحات المثيرة للجدل التي قام بها في الثامن من شهر يناير الجاري حيث قال انه بعثته سوف تلعب دور الوسيط الذي لا يمكن الاستغناء عنه في الحوار بين كافة الأطراف السودانية وهو الامر الذي اعتبره الشارع السوداني وجزء من القوى السياسية بمثابة تدخل في شؤون السودان الداخلية، ومنها الحزب الشيوعي السوداني الذي قال في بيانه:

“وعليه يرى الحزب الشيوعي السوداني انه لا مكان في السودان لمبعوث دولي أو أقليمي يتبنى مواقف معادية للشعب السوداني وداعية لاستمرار سياسة فرض العقوبات، وبالتالي على بيرتس الاعتذار عن مواقفه وتصريحاته السابقة أو توضيحها، والا فليتم تعيين مبعوث بديل عنه”.

 

والألمانى فولكر بيرتس، هو أكاديمى ألمانى كان يعمل كبير المستشارين بالمعهد الألمانى للشئون الدولية والأمنية، وسبق أن عمل مستشاراً لمبعوث الأمين العام للأمم المتّحدة لسوريا بين عامى 2015 و 2018، كما تولى عضوية عدد من المجالس الاستشارية العالمية، بما فى ذلك معهد شنغهاى للدراسات الدولية.

وتابع البيان: “الحزب الشيوعي السوداني يطالب المجلس السيادي ومجلس الوزراء بالنظر بدقة الى وضع المبعوث فولكر بيرتس وتصريحاته السابقة المعادية للسودان، على غرار تصريحات أناس آخرين والذين هم لا مكان لهم في السودان بحسب رأينا، خصوصا بعد تصريحات بيرتس الاخيرة التي أطلقها في الثامن من الشهر الحالي والتي تعد تدخلا سافراً في شؤون السودان”.

وختم الحزب الشيوعي السوداني بيانه بالقول: “نطالب بطرد بيرتس أو تعيين مبعوث بدلاً عنه، والا فان الحزب الشيوعي قد يجد انه من الضروري تنظيم مسيرات وتظاهرات شعبية مطالبة بطرد من السودان نظراً لان مواقفه تجاه بلدنا الحبيب لا تخدم مصلحة الشعب السوداني بأي شكل من الأشكال”.

من جهته وضمن نفس سياق رفض المبادرات الأممية التي يترأسها بيرتس اعتبر حزب الأمة القومي السوداني، الأربعاء أن مشاورات المبادرة الأممية لحل الأزمة السياسية، لا يمكن إجراؤها في ظل حالة الطوارئ السائدة في البلاد.جاء ذلك في لقاء، عقد عبر الفيديو، بين وفد من الحزب ضم رئيسه فضل الله برمة ناصر، ونائبته مريم المهدي، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في البلاد يونيتامس، فولكر بيرتس.

وعبر عدد من الصحفيين ووسائل الاعلام ايضاً عن رفضها للمبعوث الدولي وعدم اتفاقها مع منهج عمل الأمم المتحدة في السودان، ومن بين هؤلاء الكاتب والصحفي السوداني عم العمر وذلك على موقع سودانيايل حيث كتب مقالا طويلاً بعنوان “مـبـادرة من أجـل فولكر بيـرتـس” بين فيها فشل مساعي بيرتس وافتقاره لرؤية ومشروع حقيقيين من أجل اخراج السودان من أزمته الحالية التي هو فيها.

اذاّ بات واضحاً انه المبادرات الأممية لا تلقى رضا عدد كبير من الأطراف السودانية سواء الأحزاب السياسية او المكونين المدني والعسكري ولا حتى الرأي العام، مما يعني انه وللأسف من المنطقي توقع فشكل كل الجهود الحالية على الأقل ضمن اطار المبادرات الحالية بشكلها الحالي.