"ثرود البامية".. الأكلة الاكثر شعبية لدى أبناء دير الزور

"ثرود البامية".. الأكلة الاكثر شعبية لدى أبناء دير الزور
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وحدة الرصد)

 نداء بوست- متابعات- ديرالزور 

يتغنى عموم أبناء دير الزور بوليمة "ثرود البامية" وبطقوسها، وتحضر حين ذكرها جميع عبارات الغزل والمرويات الشعبية، وتعبر الدعوة إلى تناولها عن المودة الخالصة. 

و"الثرود" مصطلح بلهجة أبناء دير الزور المحلية، والمُحرّف عن الأصل العربي "ثريد", والذي يُنسب إلى الطبق الذي يحتوي فتات الخبز مبلل بالمرق، ويعتبره أهالي دير الزور من الأطباق التراثية التي تميز مطبخهم عن مطابخ المحافظات الأخرى. 

ولا يستخدم الديريون في الطبخ غير أصناف البامية المزروعة محلياً، والتي يطلقون عليها “الزورية" نسبة إلى المحافظة بالكامل أو "الجمالية" نسبة إلى مدينة "البوكمال" على الحدود العراقية، وتتميز هذه الأًصناف عن غيرها بكونها أقل طولاً وأكثر انتفاخاً، وكما تقول سيدات الدير "مكتملة المونة" أو "مربربة", وقد تكون "مثمنة" (بثمانية أضلاع)، ويفضلن طبخ الحبة أو كما تُسمى "قرن البامية" ذات الحجم المتوسط.  

طريقة التحضير

وللحديث عن طريقة تحضيرها، كان لـ “نداء بوست " لقاء مع الحاجة أم بكر، وهي لاجئة ديرية في مدينة أورفا التركية، حيث نقل البعض زراعة "البامية الزورية" إليها. 

وتقول إنها في البداية، تقوم بغسل البامية "التازة" وتتركها في المصفاة حتى تجف، من ثم تبادر في إزالة القمع عن الحبة، وهو ما يُسمى محلياً بعملية "التزرير". 

وتضيف أم بكر: "يحتاج كل 1 كغ من البامية ما يقارب 5 كغ من البندورة المعدة للعصر "بندوة المرس", حيث تُقطع حبات البندورة ويُذر عليها قلياً من الملح، وتُعصر بعد ذلك فوق المصفاة، وتترك جانباً"  

وتتابع: " نسلق بعد ذلك اللحم بعظمه، ومقداره حسب الرغبة، ومن ثم نقوم بحمس اللحمة بالسمن مضافاً إليه حبات من الثوم المقطع أو المهروس حسب الطلب، وبعد الانتهاء نضيف عصير البندورة، ونذر ملح الطعام مع كمية قليلة من ملح الليمون، ونتركها حتى الغليان، ومن ثم نضيف البامية الجاهزة، وندع القدر يغلي لمدة 45 دقيقة تقريباً، لنقوم بعدها بتهدئة النار بأقل ما يمكن حتى تعقد المرقة (تتخثر), ونكون بذلك وصلنا لنهاية الطبخ ولم يتبقى لنا غير تجهيز "الثرود" وبخبز التنور حصراً, حيث يُقطع الخبز يدوياً ويوضع في المنسف أو "الصينية", ونصب فوقه البامية مع المرق واللحم"  

وتستدرك الحاجة " ولا تكتمل أكلة "الثرود" من دون التوابع الضرورية، وهي لبن العيران أو ما يُقال عنه "شنينة" باللهجة الديرية، والفليفلة، والبصل الأخضر" 

وتختم أم بكر "إننا كسيدات ديريات، نهتم بتحضير الأطباق التي تعبر عن تراثنا رغم صعوبة تحضيرها، ونحرص على تقديم هذا الطبق للضيوف والأصدقاء القادمين إلينا وخاصة في فصل الصيف حيث موسم حصاد البامية"