إيران تستغل الأحداث الدولية وتواصل التوسع في سوريا

إيران تستغل الأحداث الدولية وتواصل التوسع في سوريا
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس (وحدة الرصد)

إيران تستغل الأحداث الدولية وتواصل التوسع في سوريا

تنوعت التدخلات الخارجية في سوريا في السنوات العشر الماضية، وإذا كانت التقديرات تذهب إلى قول، إنَّ التدخل الروسي كان أهم التدخلات الخارجية في نتائجه المثمرة من حيث دعم حلفائه ونتائجه بخصوص الحلفاء الخاصين بروسيا، لكن التدخل الإيراني هو الأغرب في نتائجه حيث لم يثمر عن أي نجاحات اقتصادية أو عسكرية.

ويعود بدء التوسع الهائل للوجود العسكري الإيراني إلى مطلع العام 2012، عندما بدأت إيران بدعم القوات الحكومية السورية عن طريق ضباط من الحرس الثوري الإيراني في مواجهاتها مع الفصائل والمجموعات التي تشكلت في المدن والبلدات السورية.

تكتسب روسيا أهمية استراتيجية في سوريا حيث أنقذ تدخلها العسكري نظام الأسد من سقوط شبه محقق، حيث عملت روسيا على دعم حكومة الأسد.

وقد قام بشار الأسد بمنح ميزات ومشاريع اقتصادية هامة لإيران، بالإضافة إلى تسهيل دخول الميليشيات الشيعية وتوطينها داخل المجتمع السوري.

وأفادت مصادر إخبارية أن القصر الجمهوري يقوم بالتنسيق مع السفارة الإيرانية والحكومة الإيرانية، لتحويل ملكية 40 منشأة صناعية تتبع للقطاع العام إلى ملكية الحكومة الإيرانية عبر شركات متعددة مملوكة إما للوزارات الإيرانية أو للحرس الثوري الإيراني.

وفي هذا السياق، وصلت خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية ضخمة من (الحرس الثوري) الإيراني ضمت نحو 40 آلية عسكرية وأكثر من 17 سيارة و(شاحنة) بيك آب مزودة برشاشات متوسطة وأخرى تقل عناصر من (حزب الله) اللبناني، بالإضافة إلى عدد من العربات المصفحة والآليات العسكرية للفرقة الرابعة في قوات النظام وعشرات من عناصرها، إلى مستودعات مهين العسكرية شرق حمص، عقب عملية انسحاب كامل للقوات الروسية بما في ذلك عناصر من قوات الشركة العسكرية الخاصة فاغنر.

بالإضافة إلى أكثر من 23 آلية عسكرية وعدد من السيارات المحملة بالذخائر والمواد اللوجيستية وأجهزة اتصالات.

وأوضحت وسائل الإعلام أن القوات المنسحبة توجهت باتجاه مطار تدمر العسكري شرق حمص، مشيرة إلى أن 5 طائرات مروحية رافقت القوات الروسية أثناء انسحابها من مستودعات مهين.

وتشير وسائل الإعلام إلى أنه بهذه العملية باتت مستودعات مهين الاستراتيجية خاضعة بشكل كامل للميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر شقيق بشار الأسد وحزب الله اللبناني.

الجدير بالذكر، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قال إن الهجمات الجوية على المواقع الإيرانية في سوريا، كان لها أثر رادع في منع تموضع الميليشيات الإيرانية، وإنشاء قوة لميليشيا "حزب الله" اللبناني في هضبة الجولان المحتلة.

وقال كوخافي، إن الضربات الجوية منعت إيران من تعزيز أنظمة أسلحة متطورة، إضافة إلى إحباط فوري للتهديدات الإيرانية على إسرائيل.

واستهدفت آخر غارة إسرائيلية في 16 شباط الماضي، مواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق، مما أسفر عن مقتل عنصر من قوات النظام وإصابة خمسة آخرين.

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد ذكرت في آذار الماضي بأن إسرائيل نفّذت أكثر من 1000 غارة جوية على أهداف في سوريا منذ عام 2017، استهدفت خلال هذه الفترة 1200 هدف، بأكثر من 5500 قنبلة، عبر 408 مهمات قتالية.

وقد شهدت العلاقات الإيرانية السورية في الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في ظل انفتاح أوسع للأسد على إيران، ومسايرة كل طموحاتها ومطالبها في سوريا، وقيامه بدعم ومساندة حزب الله في لبنان، وتوفير ممرات آمنة لاحتياجاته، من الأسلحة والذخائر لمواجهة إسرائيل.

وقد شملت السيطرة الإيرانية في سوريا على المؤسسات الاستراتيجية في الحكومة السورية، مما يجعل تأمين المصالح الإيرانية في سوريا أمراً مؤكداً.