ولي العهد السعودي في الأردن بعد مصر

ولي العهد السعودي في الأردن بعد مصر
ملكية الصورة: الإنترنت
تفاصيل برس - رصد

قادماً من القاهرة، وصل العاصمة الأردنية عمّان اليوم الثلاثاء، ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

بن سلمان التقى في عمّان، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبحثا، بحسب البيان الرسمي، تعزيز العلاقات التي تربط البلدين، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

زيارة بن سلمان تأتي تتويجاً لعدد من الزيارات الرسمية المتبادلة لكبار المسؤولين التي شهدتها الأشهر الأخيرة، وبعد توقيع عدد من الاتفاقيات. كما تأتي في سياق زيارات تنتظرها الأردن لعديد من قادة دول المنطقة، لبحث التعاون المشترك والأحداث المستجدة على الساحتين العربية والإقليمية.

رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، قال، لـ”نداء بوست”، إن زيارة ولي العهد السعودي تأتي في إطار العمل على تعزيز العلاقات الأردنية السعودية بمختلف المجالات، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين وقضايا أمتنا العربية.

علاقة تاريخية متجذرة

وفق وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، تبادلت حكومتا إمارة شرقي الأردن والسعودية الاعتراف المتبادل في آذار/ مارس 1933، من خلال برقيتين تبادلهما الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والأمير عبدالله بن الحسين (آنذاك). وعلى إثر الاعتراف المتبادل شرعت الحكومتان بمباحثات نتج عنها عقد معاهدة صداقة وحسن جوار لتنظيم العلاقات والتعاون بين البلدين وتنظيم الحدود بينهما.

وبين الأردن والسعودية تعاون ثنائي في المجالات كافة من خلال، مجلس تنسيق أردني سعودي أسس في عام 2016 يتولى الإشراف على إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين ومتابعة تنفيذها في المجالات المتعددة وما يتفق عليه الجانبان خلال اجتماعات المجلس.

ومجلس الأعمال الأردني السعودي، هو هيئة خاصة مستقلة مقرها عمّان، تسعى لتكريس الخبرات من أجل دعم القطاع الخاص ونشاطاته، لتنمية العلاقات الاقتصادية الأردنية السعودية.

إضافة إلى لجنة الصداقة البرلمانية، التي تهدف إلى تعزيز العمل البرلماني المشترك بين البلدين عبر التواصل المستمر بين الجهتين، وتضم 9 أعضاء.

ولجنة الأخوة في مجلس الأعيان، وهي تقوم بنفس عمل لجنة الأخوة البرلمانية من خلال التواصل المستمر بين الجهتين، وتضم 15 عضواً.

كما يشارك الأردن في اجتماعات الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الدورية من خلال برنامج تعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون في 11 قطاعاً.

القضية الفلسطينية

القضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية، والوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، تشكلان محوراً رئيسياً في أي محادثات بين الأردن والعالم.

على هذا الصعيد، يؤكد الأردن وكذلك السعودية، على ضرورة التحرك بشكلٍ سريعٍ وفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حلِّ الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام وفق القانون الدولي.

في هذا السياق يطرح مراقبون عديد الأسئلة، هل تسعى السعودية ومعها الإمارات، من خلال تقاربهما مع الأردن، إلى إحداث زحزحة في المواقف الأردنية حول فلسطين؟ وبرصد التقارب الإماراتي الإسرائيلي، وتحوّلات الموقف السعودي الذي صار أقرب للحسابات الإسرائيلية، ومختلف مخرجات التطبيع مع العدو الإسرائيلي، فهل تلك الزحزحة هي نحو المحور الآخر؟ وهل لكل ذلك علاقة بالوصاية الهاشمية، وحساسية القدس، وشوكة غزة ومعها حماس؟ أسئلة مشروعة تحتاج إجابات واضحة لا لبس فيها.

مذكرات تفاهم

بين الأردن والسعودية العديد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات تفاهم، وبما يصل إلى زهاء 40 اتفاقية ومذكرة.

اتفاقيات في مجالات التعاون التجاري والصناعي والاستثماري والمالي، إضافة إلى التعاون في مجالات الصحة والدواء والنقل والزراعة والطاقة، والتعاون بين فعاليات القطاع الخاص.

ووقع صندوق الاستثمار الأردني وشركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، في 6 حزيران/ يونيو 2022، اتفاقية استثمار وتطوير لتنفيذ مشروع استثماري في قطاع الرعاية الصحية بحجم استثمار يصل إلى نحو 400 مليون دولار أمريكي.

ومشروع الرعاية الصحية والتعليم الطبي يتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي، لرفع سوية القطاع الطبي عامة، وتوفير ما يستحقه الأردنيون من خدمة صحية وتعليمية أفضل.

ووقع الأردن، ممثلاً بصندوق الاستثمار الأردني، مذكرة تفاهم أخرى مع شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، لغايات تمكين الصندوق السعودي الأردني للاستثمار من بحث فرصة الاستثمار في مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية.

وخصص الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، مبلغ ثلاثة مليارات دولار توجّه للاستثمار في مشاريع كبرى في الأردن.

وسجلت الصادرات الوطنية إلى السعودية، وفق وكالة الأنباء الأردنية، نمواً هو الأعلى منذ خمس سنوات بنسبة 27.3% خلال الفترة بين 2020 -2021، بقيمة نحو 1.03 مليار دولار، فيما بلغت قيمة المستوردات خلال العام الماضي نحو 3.21 مليار دولار، بمعدل نمو 50% مقارنة مع عام 2020.

ويصدّر الأردن إلى السعودية، منتجات الخضار والفواكه والحبوب والضأن الحي ومواد غذائية، ومواد صناعية كيماوية، وأدوية، وأسمدة، وأحجار بناء، ودهانات، ومواد بلاستيكية وورقية، وأقمشة وأحذية وأثاث وأفران طبخ.

في المقابل، يستورد الأردن من السعودية، البترول الخام والتمور وسكر القصب، ومحضرات غذائية، وحليباً سائلاً وقشطة وكبريت وزيوت التشحيم، وأكسيد التيتانيوم، والبولي اثيلين.

كما يستورد الأردن من السعودية، أيضاً؛ البولي بروبلين، والبوليسترين، وآلات تكييف الهواء، والحديد ومصنوعاته والأسلاك الكهربائية والنحاسية والحديدية، ومواد كيماوية والبلاستيك وعبوات تعبئة المبيدات الحشرية الزراعية والمشروبات الغازية.

ويُقدّر حجم الاستثمارات السعودية القائمة في الأردن بقيمة تتجاوز 12 مليار دولار، موزعة على قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والمصرفي والتجارة والإنشاءات والسياحة.

 

المصدر: نداء بوست