بدأ التحرك.. أخبار سارة لعموم السوريين في تركيا لوقف الترحيل
دعت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية السلطات التركية لوقف اعتقال واحتجاز وترحيل اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها بشكل تعسفي، مطالبة بضرورة تجنيبهم الصراع السياسي الدائر في البلاد مع اقتراب الانتخابات.
جاء ذلك خلال مؤتمر يتعلق بأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا عقدته تلك المنظمات في مدينة إسطنبول، الخميس.
وبحسب قناة أورينت، إن المنظمات الحقوقية دعت إلى وقف عمليات الترحيل القسري للاجئين والانتهاكات التي يتعرضون لها في مراكز الترحيل في كل من أوغزلي بغازي عنتاب وأبايدن بهاتاي.
اعتقال وترحيل تعسفي
وأشار المشاركون إلى أن السلطات التركية اعتقلت خلال الفترة الماضية المئات من اللاجئين السوريين دون وجود مبرر قانوني لذلك، كما قامت باحتجازهم في ظروف سيئة، حيث تعرّض العديد منهم لسوء المعاملة وأُجبروا على التوقيع على استمارات العودة الطوعية.
ومن جملة الانتهاكات التي تحدّث عنها المشاركون إجبار بعض اللاجئين على العبور إلى الشمال السوري تحت تهديد السلاح، وترحيلهم بشكل تعسفي دون إجراء أية محاكمات لهم وفق القوانين الدولية المتعلقة باللاجئين.
وأضافوا أنه: “وفقاً للمبادئ العالمية للقانون والاتفاقيات الدولية، حتى لو ارتكب شخص جريمة خطيرة، فلا يمكن إعادته إلى منطقة الحرب، وسيقضي عقوبته في البلد الذي لجأ إليه”.
ولفت المشاركون إلى أن السلطات التركية اعتقلت مئات اللاجئين السوريين، حتى الأطفال غير المصحوبين بذويهم، وأجبرتهم على العودة إلى شمال سوريا، رغم أن سوريا لا تزال بلداً غير آمن وفق تصنيف الأمم المتحدة.
وركّزت المنظمات على عمليات ترحيل اللاجئين السوريين الذين اعترف بهم نظام الحماية المؤقتة التركي، لكن مع ذلك عمدت السلطات إلى ترحيلهم أو تهديدهم بالترحيل إلى سوريا في 2022.
إبعاد اللاجئين عن المعركة السياسية
كما انتقدت المنظمات الحقوقية عدم وجود سياسة واضحة لدى الحكومة التركية في التعامل مع اللاجئين واستخدامهم في معركة التجاذبات السياسية بين الحكومة والمعارضة، داعية لتجنيبهم ذلك والنظر إلى قضيتهم من منظور إنساني.
وأصدرت المنظمات بياناً ختامياً أكدت فيه أن قضية الإعادة القسرية للسوريين الذين فروا من الحرب في سوريا ولجؤوا إلى تركيا مأساوية بشكل متزايد، حيث وثّقت فيه حوادث لترحيل لاجئين سوريين في الآونة الأخيرة، منها ترحيل 15 عائلة سورية لاجئة تحمل بطاقات حماية مؤقتة تقيم في أنقرة.
وكانت الحكومة التركية قد رفضت في الماضي الاتهامات بإعادة اللاجئين قسراً إلى سوريا، وقالت إنها “عارية عن الصحة”.
إضراب لاجئين سوريين عن الطعام
وقبل أيام، بدأ عدد من اللاجئين السوريين في مركز الإيواء المؤقت “أبايدن” في ولاية هاتاي جنوب تركيا إضراباً عن الطعام، وذلك احتجاجاً على ظروف معاملتهم السيئة وإجبارهم (بالإكراه) على التوقيع على أوراق “العودة الطوعية” وفق ما قاله ناشطون حقوقيون.
ويوم الأربعاء الماضي، أدان عدد من المحامين الأتراك قيام السلطات التركية خلال الأيام القليلة الماضية بترحيل العشرات من اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها عبر معبر باب الهوى إلى الشمال السوري، بالرغم من وجودهم بشكل قانوني.
وتلا المحامون بياناً تضمن إفادات وشهادات لعددٍ من اللاجئين السوريين الذين وثّقوا/أكدوا تعرضهم لاعتداءات لفظية وجسدية من قبل بعض العناصر في مراكز أبايدن وأغوزلي لإلزامهم وإجبارهم (بالإكراه) على التوقيع على أوراق “العودة الطوعية”.
عقب ذلك، أصدر مكتب والي غازي عنتاب بياناً رفض فيه الادعاءات التي تقدمت بها مجموعة المحامين، وأكّد أنّ كل تلك الادعاءات هي “عارية عن الصحة”.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) في تركيا، 3 ملايين و733 ألفاً و982 شخصاً، وتضم مدينة إسطنبول أكبر عدد منهم بنحو 550 ألف لاجئ، حيث يعاني أغلبهم من أوضاع معيشية صعبة، في ظل ارتفاع الأسعار وتدني الأجور، وتصاعد الأصوات العنصرية ضدهم.